لفت أمين الفتوى في الجمهوريّة اللّبنانيّة الشّيخ أمين الكردي، إلى أنّ "الأمّة الإسلاميّة مرّ عليها شهر رمضان هذا العام مختلفًا عن كلّ الأعوام السّابقة، فهناك رجال ثابتون على الحقّ ومرابطون على أرض فلسطين، والعدو الصّهيوني الحاقد المجرم قاتل الأطفال والنّساء والشّيوخ يهدم مئات المساجد والمستشفيات في غزة، ومعظم العالم المتحضّر الّذي يدّعي حضارة الإنسان المعاصر، ينظر بعيون مختلفة حتّى الآن، ولم يتحرّك فيه شيء من مشاهد الإبادة والتّدمير والتّشريد، ويدّعي أنّه يقدّم المساعدات ويعطي السّلاح والذّخائر بيد أخرى لهذا الكيان الصّهيوني المجرم".
وشدّد، خلال إلقائه خطبة عيد الفطر السعيد في جامع محمد الأمين في وسط بيروت، بتكليف من مفتي الجمهوريّة الشّيخ عبد اللطيف دريان، على أنّ "بإذن الله أهل فلسطين وغزة ثابتون على الحق، ويقاومون المحتل لأرضهم، بالرّغم من سقوط الكثير من الشّهداء كلّ يوم على أرض فلسطين وفي جنوب لبنان، ولكن للأسف السّاكتون والمتغاضون كثر عن الجرائم المروّعة الّتي يرتكبها العدو؛ والله مع أهلنا في غزة ومن يتوكّل على الله فهو حسبه".
وأشار الكردي إلى أنّه "كما يفرح الصّائم عند فطره وعند لقاء ربه، سنفرح بإذن الله بنصر قريب على أرض فلسطين"، مركّزًا على أنّ "قضيّة المسجد الأقصى ليست قضيّة مرتبطة بدول ولا بمحاور ولا بأحزاب وحركات، قضيّة المسجد الأقصى هي قضيّة دينيّة عقائديّة عند كلّ إنسان مسلم، لأنّ المسجد الأقصى مسرى نبينا محمد وقبلة المسلمين الأولى؛ وواجب تحريره على جميع المسلمين كلّ حيث أقامه الله".
وحذّر من "الفتن في لبنان. كفانا لغة التّخوين والتّخوين المقابل"، مبيّنًا أنّ "العدو الصّهيوني الّذي يبني كيانه ووجوده الزّائل بإذن الله على منظومة دينيّة متشدّدة، لا يستريح أبدًا عندما يرى مشهد التنوّع في لبنان والعيش المشترك، ويحاول هذا الكيان الصّهيوني دائمًا إيجاد ممرّ للفتنة وإيقاظها وإشعالها بين اللّبنانيّين، لإزالة هذا التنوّع في لبنان؛ ممّا ينبغي أن نكون على قدر عال من الوعي حتّى لا ننزلق إلى أيّ فتنة من الفتن".
بعدها، توجّه الكردي وممثّل رئيس الحكومة أمين عام مجلس الوزراء محمود مكية إلى ضريح رئيس الوزراء الرّاحل رفيق الحريري، حيث تمّت قراءة الفاتحة عن روحه ورفاقه.